أسامة أحمد (الشارقة)

وضعت صرخة الشيخة شمسة بنت حشر آل مكتوم، عضو اتحاد الطائرة، رئيس لجنة المنتخبات، والتي حملت خلالها الأندية مسؤولية ما يحدث في اللعبة، هذه الأندية في «قفص الاتهام» في غياب التكوين الصحيح في المراحل السنية، ما كان له المرود السلبي في عدم وجود القواعد الصحيحة، خاصة أن البناء هو أساس النجاح، وغياب المراقبة من قبل مشرفيها وإدارييها، لتظل الوجوه هي نفسها خلال العشرين سنة الأخيرة، لتصطدم اللعبة بحاجز غياب التطوير، وبالتالي تدفع اللعبة الثمن غالياً، مشيرة إلى انه «طفح الكيل».
يونس شريف، مشرف اللعبة بنادي النصر، وضع النقاط على الحروف، مؤكداً أن الشيخة شمسة آل مكتوم أصابت الحقيقة، واصفاً ما يحدث في المراحل السنية بأنه «شاهد ما شفش حاجة» بعد أن ظلت بعض الأندية تستقطب المدربين الأقل سعراً في هذا القطاع الحيوي المهم، مبيناً أن بعضهم مدربو رياضة من ضمن تخصصاته كرة الطائرة، وهم لم يمارسوا اللعبة خلال مسيرتهم الرياضية، خصوصاً أن شهادة التدريب باتت متاحة للجميع، مما كان له المرود السلبي على القواعد في قطاع بأهمية المراحل السنية فيما يخص التكوين والتفريخ واللذين تقطف ثمارهما الأندية ومنتخباتنا الوطنية المختلفة.
واعترف مشرف اللعبة النصراوية بأن المشكلة في الأندية وليست في الاتحاد ولجنة منتخباته، مؤكداً أن مباريات المراحل السنية دون المستوى، وأغلب الأندية لا توجد فيها صالات لهذا القطاع الحيوي المهم، ويتمرن اللاعبون في «الهواء الطلق» لتدفع الأندية واللعبة ضريبة ما يحدث.
وتساءل شريف أين لاعبو منتخبنا الذي شارك في كأس العالم تحت 23 سنة التي أقيمت بالدولة قبل 4 سنوات؟ مبيناً أنه تبقى منهم في المنتخب 4 لاعبين فقط هم عادل عطا، النوبي، محمد نعيم، علي محمد صالح.
وأشار شريف إلى أن الحل في إعادة صياغة كاملة للمراحل السنية، والعمل على تقوية دوري الشباب الذي هو في أضعف حالاته في وجود بعض المدربين غير المؤهلين لتكوين اللاعبين.
ويرى نبيل عبدالكريم، رئيس مجلس إدارة قطاع الألعاب الجماعية والفردية بنادي الوصل، أن المشكلة الحقيقية تتمثل في أن اللاعبين الذين يتم تصعيدهم من المراحل السنية المختلفة بعد أن يترعرعوا في النادي خلال مسيرتهم المختلفة، يتجهون إلى العمل أو الجامعات وغيرها، وبالتالي يتركون اللعبة، ليستمر الوضع على هذا المنوال، مما يكون له المرود السلبي على الأندية والمنتخبات المختلفة، مؤكداً أن اللعبة بها مواهب وهي بحاجة إلى تفجير طاقاتها في الصالات المختلفة حتى تقطف الأندية ثمار ذلك.
وأشار نبيل إلى أن كرة القدم قضت على الأخضر واليابس، والوضع مستمر، مقدماً مقارنة بين اللاعب عندما يتم تصعيده للفريق الأول للكرة، والآخر الذي يتم تصعيده في الألعاب الأخرى، ومن ضمنها الطائرة، مبيناً أن الأول يتقاضى راتباً في حدود 35 ألف درهم في مقابل ما بين 4 و5 آلاف درهم بالنسبة للثاني، مؤكداً أن النادي لا يستطيع الوقوف أمام مستقبل أي لاعب ليبقى الوضع في الأندية على ما هو عليه، وبالتالي يتكرر السيناريو نفسه في كل موسم والضحية هي الألعاب الأخرى.
ويرى عبدالله زويد، مدير الفريق الأول بنادي العين، أن هنالك مشكلة في المراحل السنية، مبيناً أن الألعاب الأخرى هي ضحية كرة القدم بعد أن أصبح أولياء أمور اللاعبين يدفعون «عيالهم» إلى ملاعب كرة القدم وليس الصالات بسبب «البيزات».
وكشف أن اللاعبين غير المرغوب فيهم في كرة القدم يتجهون بعد ذلك إلى الألعاب الأخرى دون رغبة، ما يحد من سقف طموحاتهم في الطائرة وغيرها.
وأشار زويد إلى أن الأندية تراقب المدربين، مبيناً أن الجميع يعد متخصصاً، لأن اتحاد اللعبة لا يقيد أي مدرب إلا بشهادة من الاتحاد الدولي، ويكون على الأقل حاصلاً على المستوى الأول.
وقال: «إن القواعد في الأندية ضعيفة، وهي مسؤولية مشتركة بين الاتحاد والأندية، ولكن الأول يتحمل بدرجة أكبر، وينبغي على الاتحاد إقامة ورش من أجل تطوير اللعبة في المراحل السنية، وتحفيز الأندية لعملية التطوير في هذا القطاع الحيوي المهم».
ووصف زويد وضع المراحل السنية بأنه صعب، وأن هذا القطاع المهم في غرفة الإنعاش، وإذا استمر الوضع على ما هو عليه ستكون النتائج انقراض اللعبة.
من ناحيته، أكد رياض المنهالي، مشرف اللعبة بنادي بني ياس، أن قلة الدعم وراء ما يحدث في الألعاب الأخرى، ومن ضمنها الطائرة، مبيناً أن المواهب في الصالات باتت عملة نادرة مقارنة بالثمانينيات، ومعظم اللاعبين تتم صناعتهم.
وقال: «إن كرة القدم تستأثر بالزخم والاهتمام الكبيرين واللذين كانا وراء عزوف اللاعبين عن الظهور في الألعاب الأخرى، خصوصاً أن بعض أولياء أمور اللاعبين وراء ذلك». كما تحدث المنهالي عن قلة المشاركات الخارجية بالنسبة للأندية والمنتخبات في البطولات، والتي لعبت دوراً أيضاً في التراجع على صعيد هذه الأندية والمنتخبات.